الخميس، 15 مارس 2012

شام المحبة و الوئام





إذا قيل : المحبةُ والوئامُ  **  تلألأَ في خيال المجد شامُ
ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ  **  ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ
بلاد بارك الرحمنُ فيها  **  وغرّد في مغانيها السّلام
يمدّ الفجر راحتهُ إليها  **  مُعطّرةً ، وفي فمه ابتسامُ

وينسج من خيوط النور ثوباً  **  لغوطتها يُوشحه الغرامُ
فلا تسأل عن الحسناء لمّا  **  يفيضُ على ملامحها انسجامُ
لها وجهٌ صباحيّ جميلٌ  **  مُحالٌ أن يُخبئه الظلامُ
دمشقُ أصالةٍ في مقلتيها  **  حديثٌ لا يصوره الكلامُ

تظلّ دمشق نبراسَ المعالي  **  وإنْ طال السُّرى ، وجفا المنامُ
تهبُّ رياحها شرقاً وغرباً  **  بما يرضى به القومُ الكرام
وتعصف ريحها بدعاةِ وهمٍ  **  تمادوا في غوايتهم وهاموا
إذا ذكرت بلاد الشام طابتْ  **  بها كلماتنا ، وسما المقامُ

لأنّ الشام للكرماء رمزٌ  **  وإنْ أزرى بموقفها اللّئامُ
كأنّ الجامع الأموي فيها  **  عظيمُ القومِ ، بايعهُ العظامُ
ويبرزُ " قاسيون " كشيخِ قومٍ  **  يحدّثهم وفي يده حسامُ:
لقد طال اغترابُ الشام عنّا  **  وغيّب وجهها الصافي القتامُ

رمتها الطائفية منذ جاءت  **  بقسوتها وأدمتها السّهامُ
بلادُ الشامِ مازالت تعاني  **  ومازالت بحسرتها تُضامُ
سلوا عنها " حماةً " فهي تبكي  **  وإنْ ضحكتْ وأسكتها اللجامُ
وإنّ ترابها مازال يشكو  **  وفي ذرّاتهِ دمها الحرامُ

نشازٌ أن تكون الشامُ داراً  **  لطائفةٍ سجيتها انتقامُ
يباعدها عن الإسلام وهمٌ  **  وينخرُ في عقيدتها السَّقامُ
وفي محرابِ درعةَ ما يُرينا  **  شواهدَ من جرائمها ، تُقامُ
أيا أكنافَ بيت القدسِ إنّي  **  أرى غيثاً يجود به الغمامُ

لقد آن الآوان لكسر قيدٍ  **  فهبّي من قيودك يا شآمُ
لقد كان اختطافك باب ذلٍّ  **  ومثلك بالمذلة لا يسام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق