الخميس، 22 مارس 2012

من أجمل القصائد التي تحاكي الوضع في سوريا







دم المصلين في المحراب ينهمر
و المستغيثون لا رجع و لا أثر

و القدس في قيدها حسناء قد سُلبت
عيونها في عذاب الصمت تنتظر

تُسائل الليل و الأفلاك ما فعلت
جحافل الحق لما جاءها الخبر

هل جُهزت في حياض النيل ألويةٌ
هل في الحجاز و نجد جلجل الغير

هل قام بليون مهدي لنصرتها
هل صامت الناس .. هل أودى بها الضجر

هل أجهشت في بيوت الله عاكفة
كل القبائل و الأحياء و الأسر

تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ
و نحن بالقولة النكراء نعتذر

ياليت شعري أضاعت كل عزتنا
حتى استباح حمانا جهرة قذر

أين المنادون بالتحرير و يحهموا
أين الصمود و أين السهل و الوعر

أين المرابون في أسواق أمتنا
في كل صقع لهم للخزي مؤتمر

سيوفهم في سبيل الحق مغمدة
و في سبيل الخنا يا ويحهم حمر

سلوا الملايين من أبناء امتنا
كم ذُبحوا و بأيدي خائنٍ نُحروا

سلوا حماة سلوا لبنان ما برحت
دماؤنا في ثراها بعد تستعر

يا أمة الحق إن الجرح متسع
فهل تُرى من نزيف الجرح نعتبر

قوميةٌ كم نبحنا في مقاطعها
 حتى أنتنت فاشتكت من قبحها مضر

شعبية كم نعقنا باسمها زمناً
بها اقتتلنا فما نبقي و ما نذر

غربية كم سُقينا من مشاربها
 سمّاً زعافاً به الطغيان يختمر

شرقيةٌ كم جرعنا من مصائبها
و جه قبيح للاستعمار مستتر

يا أمة الحق ماذا بعدُ قد نفدت
كل الدعاوى و كلت دونها الفِكرُ

ماذا سوى عودة لله صادقةٌ
عسى تُبدل هذا الحال و الصور

عسى يعود لنا ماضٍ به ازدهرت
كل الدُنا و اهتدى من نوره البشر

على أساس الهدى كانت مدائننا
و في سبيل العلا لم يُثننا سفر

لم نفتخر أبداً بالطين أبنية
كلا و لكننا بالعدل نفتخر

إذا تطاول بالأهرام منهزم
فنحن أهرامنا سلمان أو عمر

أهرامنا شادها طه دعائمها
وحي من الله لا طين و لا حجر

أهرامنا في ذرى الأخلاق شامخة
هي السماحة و هي المجد و الظفر

أهرامنا في ربى التوحيد راسخة
غيث النبوة يسقيها فتزدهر

يا أمة الحق ماذا بعدُ هل قُتلت
فينا المروءات و استشرى بنا الخور

أما لنا بعد هذا الذل معتصمٌ
يجيب صرخة مظلوم و ينتصر

أما لنا من صلاح الدين يُعتقنا
فقد تكالب في استعبادنا الغجر

يا أمة الحق إنا رغم محنتنا
إيماننا ثابت بالله نصطبر

فقد يلين زمانٌ بعد قسوته
و قد تعود إلى أوراقها الشجرُ



هذه القصيدة للشاعر
 د/ أحمد عثمان التويجري
قيلت قبل أكثر من عشرين سنة

الخميس، 15 مارس 2012

شام المحبة و الوئام





إذا قيل : المحبةُ والوئامُ  **  تلألأَ في خيال المجد شامُ
ولاحتْ في أصالتها دمشقٌ  **  ورفرفَ فوق غوطتها الحمامُ
بلاد بارك الرحمنُ فيها  **  وغرّد في مغانيها السّلام
يمدّ الفجر راحتهُ إليها  **  مُعطّرةً ، وفي فمه ابتسامُ

وينسج من خيوط النور ثوباً  **  لغوطتها يُوشحه الغرامُ
فلا تسأل عن الحسناء لمّا  **  يفيضُ على ملامحها انسجامُ
لها وجهٌ صباحيّ جميلٌ  **  مُحالٌ أن يُخبئه الظلامُ
دمشقُ أصالةٍ في مقلتيها  **  حديثٌ لا يصوره الكلامُ

تظلّ دمشق نبراسَ المعالي  **  وإنْ طال السُّرى ، وجفا المنامُ
تهبُّ رياحها شرقاً وغرباً  **  بما يرضى به القومُ الكرام
وتعصف ريحها بدعاةِ وهمٍ  **  تمادوا في غوايتهم وهاموا
إذا ذكرت بلاد الشام طابتْ  **  بها كلماتنا ، وسما المقامُ

لأنّ الشام للكرماء رمزٌ  **  وإنْ أزرى بموقفها اللّئامُ
كأنّ الجامع الأموي فيها  **  عظيمُ القومِ ، بايعهُ العظامُ
ويبرزُ " قاسيون " كشيخِ قومٍ  **  يحدّثهم وفي يده حسامُ:
لقد طال اغترابُ الشام عنّا  **  وغيّب وجهها الصافي القتامُ

رمتها الطائفية منذ جاءت  **  بقسوتها وأدمتها السّهامُ
بلادُ الشامِ مازالت تعاني  **  ومازالت بحسرتها تُضامُ
سلوا عنها " حماةً " فهي تبكي  **  وإنْ ضحكتْ وأسكتها اللجامُ
وإنّ ترابها مازال يشكو  **  وفي ذرّاتهِ دمها الحرامُ

نشازٌ أن تكون الشامُ داراً  **  لطائفةٍ سجيتها انتقامُ
يباعدها عن الإسلام وهمٌ  **  وينخرُ في عقيدتها السَّقامُ
وفي محرابِ درعةَ ما يُرينا  **  شواهدَ من جرائمها ، تُقامُ
أيا أكنافَ بيت القدسِ إنّي  **  أرى غيثاً يجود به الغمامُ

لقد آن الآوان لكسر قيدٍ  **  فهبّي من قيودك يا شآمُ
لقد كان اختطافك باب ذلٍّ  **  ومثلك بالمذلة لا يسام