الأربعاء، 15 فبراير 2012

صبراً سوريا


لهَوَى النّفُوسِ سَـــــــــرِيرَةٌ لا تُعْلَمُ    عَرَضاً نَظَرْتُ وَخِلْتُ أني أسْـلَمُ

يا أُختَ مُعْتَنِقِ الفَوَارِسِ في الوَغى     لأخـــــوكِ ثَمّ أرَقُّ منكِ وَأرْحَـمُ

رَاعَتْـــــــكِ رَائِعَةُ البَياضِ بمَفْرِقي     وَلَوَ انّهَا الأولى لَرَاعَ الأسْـــحَمُ

لَوْ كانَ يُمكِنُني سـفَرْتُ عن الصّبى    فالشّـــــــيبُ مِنْ قَبلِ الأوَانِ تَلَثُّمُ

وَلَقَـــدْ رَأيتُ الحــــــادِثاتِ فَلا أرَى    يَقَقاً يُمِيتُ وَلا سَـــــــوَاداً يَعصِمُ

وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَســــــــــــيمَ نَحَافَةً     وَ يُشــيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشــــــقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ     وَأخو الجَهالَةِ في الشّـــقاوَةِ يَنعَمُ

وَالنّاسُ قَد نَبَذوا الحِـــــفاظَ فمُطلَقٌ     يَنسَى الذي يُولى وَعَـــــافٍ يَنْدَمُ

لا يَخْـــدَعَنّكَ مِنْ عَدُوٍّ دَمْـــــــــعُهُ     وَارْحَمْ شَـــــبابَكَ من عَدُوٍّ تَرْحَمُ

لا يَسلَمُ الشّــرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى     حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الــــــدّمُ

يُؤذي القَليلُ مِنَ اللّئَامِ بطَبْــــــــعِهِ      مَنْ لا يَقِلّ كَمَا يَقِلّ وَيَلْــــــــــؤمُ

وَالظّلمُ من شِـــيَمِ النّفوسِ فإن تجدْ      ذا عِفّـةٍ فَلِعِلّةٍ لا يَظْــــــــــــــــلِمُ

وَمن البَليّةِ عَـــــذْلُ مَن لا يَرْعَوي     عَن جَهِلِهِ وَخِطــــابُ مَن لا يَفهَمُ

وَجُـفُونُهُ مَا تَسْـــــــــــــــتَقِرّ كَأنّهَا      مَطْرُوفَةٌ أوْ فُتّ فيها حِصـــــرِمُ

وَإذا أشَــــــــــــــــــــــــارَ مُحَـدّثاً       فَكَأنّهُ قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجـوزٌ تَلْطِمُ

يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَـــــــــــــذالُهُ       حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَـــــــــــــعَمّمُ

وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِــــــــقاً،       وَ يكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِــــمُ

وَالذّلّ يُظْــــــــهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً       وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَـــــــــــمُ

وَمِنَ العَـــــــــــداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ      وَمِنَ الصّــــــداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ

أرْسَلْتَ تَسألُني المَديحَ سَــــــفَاهَةً      صَفْرَاءُ أضْيَقُ منكَ ماذا أزْعَــــمُ

فلَشَـدّ ما جاوَزْتَ قَدرَكَ صَـــاعِداً      وَلَشَــــــــدّ ما قَرُبَتْ عَلَيكَ الأنجُمُ

وَأرَغْتَ ما لأبي العَشَائِرِ خالِصـاً      إنّ الثّنَاءَ لِمَنْ يُزَارُ فيُنْــــــــــــعِمُ

وَلمَنْ أقَمْتَ على الهَـــــــوَانِ بِبَابِهِ     تَدْنُو فيُوجأُ أخْدَعاكَ وَتُنْـــــــــهَمُ

وَلمَنْ يُهِينُ المَالَ وَهْوَ مُكَـــــــــرَّمٌ     وَلمَنْ يَجُرّ الجَيشَ وَهْوَ عَرَمْـرَمُ

وَلمَنْ إذا التَقَتِ الكُماةُ بمَــــــــأزِقٍ     فَنَصِيبُهُ مِنْهَا الكَميُّ المُــــــــــعْلِمُ

وَلَرُبّمَا أطَــــــــــــرَ القَنَاةَ بفَارِسٍ،     وَثَنى فَقَوّمَهَا بِآخَــــــــــــرَ مِنْهُمُ

وَالوَجْهُ أزْهَرُ وَالفُؤادُ مُشَـــــــــيَّعٌ     وَالرّمْحُ أســــمَرُ وَالحُسامُ مُصَمِّمُ

أفْعَالُ مَن تَلِدُ الكِــــــــــرامُ كَريمَةٌ      وَفَعَالُ مَنْ تَلِدُ الأعَاجِمُ أعجـــــمُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق